تقييم عطر إيف سان لوران سينما
إن هناك الكثير جدًا من العطور في العالم، ويخرج المزيد من العطور للنور مع كل عام يمر. وفي عام 2016 وحده، صدر أكثر من 1000 عطر جديد في السوق، وهو ما يعني أنه أصبح من الأصعب على العطور الجيدة أن تبرُز وتثبت نفسها. ومن الطبيعي مع وجود كل هذه الضوضاء أن الناس ستعاني من صعوبة في المتابعة، وسينجذب انتباهها لكل ما هو جديد ومثير. لكن ماذا عن الجواهر المخبأة المتواجدة على الرفوف وسط كل هذه الأشياء الجديدة؟ كيف نتأكد من حفاظهم على شهرتهم؟ سأقوم في هذه السلسلة الجديدة التي تحمل عنوان "من الأرشيف" بفِعل هذا بالضبط، سأعرض عليكم العطور الجديرة بالملاحظة والتي ليست جديدة تمامًا. إن هذه العطور ليست عطورًا كلاسيكية ولا هي أيقونات في عالم العطور، ولكنها روائح جيدة حقًا تستحق الشم.
إن أول عطر سنستعيده من الأرشيف هو عطر صدر عام 2004 وهو عطر سينما من إنتاج إيف سان لوران. وقد صُنع تحت توجيه أسطورة الموضة "توم فورد"، على يد صانع العطور "جاك كافالييه" (الأنف وراء "لو أو دو إيسي" بين العديد من العظماء الآخرين). إن "سينما" هو واحد من أكثر عطور YSL تقديرًا. يهدف العطر إلى التقاط عظمة الأفلام، وتحويل من يضعه إلى نجم هوليوودي، وأن يصبح الشيء المثالي لـ "النساء اللامعات اللاتي يعشن تحت الأضواء". هو يوجد بداية أفضل سلسلة "من الأرشيف" من شيء يسترجع الطراز الهوليوودي وجماله الخالد. لذا، اشتري الفشار، وتأكد من وجود تذاكرك معك، وأن هاتفك مغلق، لأننا سنذهب للسينما يا قوم.
ما هي روائح عطر إيف سان لوران سينما؟
مقدمة العطر: الكليمنتين، وزهر اللوز، والبخور المريمي
قلب العطر: الياسمين، والفاونيا، والأماريليس
الروائح الأساسية: العنبر، والمِسك، والفانيليا
كيف هي رائحة عطر إيف سان لوران سينما؟
نظرًا إلى تاريخ YSL الممتلئ بالعطور الرنّانة الفوّاحة، فستعرف أنه أن هذا العطر مثله مثل عطر "أوبيوم" الممتلئ بالتوابل، وعطر "باريس" ذو الزهور المبهرجة الغامرة، يمكننا أن نتوقع أن سينما ستكون شيء ملحمي من طراز "سيد الخواتم" أو مغامرة رومانسية من طراز "تيتانيك"، أو قصة انتقام وميلودراما متعطشة للدماء تكتسح جوائز الأوسكار، ولكن المفاجأة هي أن "سينما" لا يشبه أي من هذا. لا إن "سينما" أشبه بالأفلام العظيمة في السينما الفرنسية أو الإيطالية، فيلم بطلته ممثلة ذات جمال طبيعي ككاثرين دينوف أو صوفيا لورين، فيلمًا يثير كل عاطفة لديك دون أن يطرف له جفن. نعم، هذا أشبه بالأمر، إن "سينما" يمثل العظمة السينمائية المُركزة في رائحة.
إن هذه التجربة المسرحية شيء أكثر هدوءًا، فهي تُفتتح بألوان الباستيل الهادئة، وتبدأ المشهد بألوان البرتقالي والبني والبيج. يمكن سماع صوت أزيز الليمون الناعم حينما تظهر الصورة. وتظهر حلقة من البرتقال والكليمنتين مع تترات البداية لتمنح شعورًا متفائلاً. إن المشهد الذي يقدمه هذا العطر هو مشهد مائدة عشاء ممتلئة بالحيوية في شرفة، يتناول فيها الممثلون العشاء مع كوكتيل الليمون، وتارت اللوز، بينما تتكشف الحبكة تدريجيًا.
إن "سينما" هو عطي يحتفي بالجمال، ولكنه جمال كجمال "تيلدا سوينتون" أكثر منه جمال "تايلور سويفت"، الذي يقدم العظمة الهادئة بدلاً من الحماس الاستعراضي. من المنطقي إذًا ألا تكون رائحة الظهور في قلب "سينما" ليست رائحة الورد أو الياسمين أو مٍسك الروم، لا، في هذه القطعة الفنية الرائعة ذات الجمال غير المُقدّرة تحتوي في قلبها على "الميموزا". إن رائحة الميموزا مذهلة، كالمسحوق وحبوب اللقاح، مع نغمة خضراء لبنية، ورائحة العسل الدقيقة. إن الميموزا ذات شخصية معقدة بالتأكيد، وهي تمنح شعورًا زهريًا مشمسًا لـ "سينما"، ولكنها بعيدة كذلك وتجعل الفرد يشعر أنه لن يعرف حقيقتها أبدًا.
لو كان المشهد الليموني الجميل هو المشهد الافتتاحي لـ "سينما"، فإن المشهد الثاني هو قصيدة غنائية للجمال البعيد، المرحلة النهائية في هذه الحكاية هي مرحلة الرقة واللطف، الفانيليا والعنبر، الروائح الجريئة والمحيطة عادة، والتي تجتمع معًا كممثلين مساعدين لا يسرقون المشهد. ومع لمستهم الأشبه بالمسحوق الحلو، الشبيه بالمكياج المسرحي والستائر المخملية الحمراء، تبتعد تلك الروائح قليلاً عن الشاشة وتُدخلك في عالم المسرح نفسه، بين الجمهور والهواء المغبر. إنها لمسة واقعية في عالم يحتفي بالخيال، وتوفر نهاية مريحة تجعل الفرد يدرك أنه كان نجمًا في السينما طوال هذا الوقت.
قد لا يكون "سينما" أسطورة عطرية تحطم شباك التذاكر برائحتها العطرية الجريئة، ولكنه اختيار النقط، عطر مُحمّل بالجمال، وذو تصوير سينمائي مذهل ومميز، ونص معقد. إن أداء روائحه لا غبار عليها، ويقدم تعقيد ودقة وجمالاً يهز القلوب بطريقة ناعمة ودقيقة. سيكون من السهل تجاهل "سينما" على الرف، واختيار شيء لافت للنظر أكثر، ولكن على العكس من "أوبيوم" و"باريس"، و"ريفر جوتشي"، العطور الشهيرة الأخرى لدى YSL، "سينما" به شيء غير معتاد في شكل دفء رقيق ملون بضربات فرشاة خفيفة. إنه العطر الذي يحصل على الأوسكار.
مواضيع ذات صلة: